نجحت الفنانة الشابة "رانيا يوسف" في لفت الأنظار من خلال مشاركتها في أعمال مميزة هذا العام، مقدمة نماذج مختلفة للمرأة في كل عمل، بتألق يؤهلها لتكون نجمة أولى في المواسم القادمة.
دورها الأبرز كان في مسلسل "أهل كايرو"، حيث تقوم بدور فنانة إرتقت من قاع المجتمع الى قمة النجومية والشهرة مستغلة جمالها، ماضيها حافل بالعلاقات والزواجات العلني منها والسري، برجال نافذين سياسيين أو رجال أعمال كبار.
تنكرت لماضيها بما فيه إسمها الحقيقي، تعيش مع والدتها وشقيقها الذين باركا الطريق الذي إختارته لتنبذ الفقر، بينما تبعد عنها والدها وشقيقتها اللذين لا يناسبان وضعها الإجتماعي الجديد.
تطاردها أشباح الماضي في الوقت الذي تسعى فيه جاهدة لتغيير نمط حياتها لتستقر مع زوج محترم أحبها وأحبته، وهو طبيب مصري شهير كان يعيش في الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من إنفتاحه الفكري وإيمانه بأن ليس من حقه محاسبة زوجته على ماضيها مثلما لا يقبل هو أن تحاسبه على ماضيه. لكن ماضيها يأبى أن يتركهما بسلام، فيتحول عرسها الى سلسلة فضايح تنتهي بمقتلها، ولايزال البحث عن قاتلها مستمراً.
صافي سليم شخصية مرسومة ببراعة، إنفعالاتها، وردود أفعالها حقيقية، والأداء جاء بالمستوى المطلوب، صدقناها فأحببناها تارة، وأدناها تارة، وتعاطفنا معها في أحيان كثيرة، وحزنا لموتها بهذا الشكل البشع.
أما دورها في مسلسل "الحارة " فهو النقيض تماماً، فهي تقدم شخصية "سناء" سيدة فقيرة تعيش في حارة بائسة، متزوجة من رجل عاجز عن العمل لأسباب صحية، يتوفى والدها، فيسرق شقيقها حصتها في الميراث، ويتركها تصارع ظروف الحياة وحيدة لتعيل زوجها وأطفالها.
تحاول العمل في خدمة البيوت تارة لكن الأمر لا ينجح عندما يستثير جمالها شهوة صاحب المنزل الذي يستغل غياب زوجته للإعتداء على الخادمة المسكينة، والتي تدافع عن نفسها بشراسة، وتنجح في الإفلات منه، ثم تقرر اللجوء الى التسول مستترة بنقاب يخفي هويتها وجمالها عن أعين الناس لتكسب لقمة عيشها.
شخصية مهمشة ومسحوقة، ضمن شخصيات عديدة مكتوبة بشكل جيد كذلك في هذا المسلسل الذي يعتبر من المسلسلات التي لفتت الأنظار خلال الموسم الحالي.
ما سر تألق رانيا يوسف في هذين العملين رغم أنها قدمت أدواراً عديدة لم تنجح خلالها في لفت الأنظار اليها في السابق، سؤال إجابته حاضرة، فمهما كان الممثل بارعاً فإنه دوماً بحاجة لنص جيد، وشخصية مرسومة بعمق، وإخراج يبرز إمكانياته في التقمص والأداء الصحيح، وتقديم الإنفعال المطلوب لكل جملة في النص.
فالممثل قليل الخبرة بحاجة دوماً لمن يبحث عن طاقاته الكامنة، ويبدو أن الحظ أسعف رانيا أخيراً بهاتين الفرصتين الثمينتين، فأقتنصتهما وتعاملت معهما بجدية، فنجحت ولفتت اليها الأنظار، ونعتقد بأنها سيكون لها شأن في المواسم القادمة إذا حافظت على جودة إختياراتها لأعمالها مستقبلاً.
سجلي إيملك هنا يصلك كل جديد المجموعة: |