تم اختراع قاتل مجهول للفنانة المغدورة سوزان تميم أطلق عليه اسم "مستر إكس" لاستبعاد الشبهة عن القاتلين الحقيقيين اللذين وبعد أقل من عامين على اغتيالها نجحا بسحر ساحر قانوني من الفوز بقبول الطعن في حكم المحكمة الذي كان قضى بإعدامهما: هشام طلعت مصطفى (ممولا ومحرضا) ومحسن السكري (قاتلا). عاد التحقيق الى نقطة الصفر، لا بل ان القانون يتيح لهما فرصة جديدة للنقض في حال لم تعجبهما حيثيات الحكم التالي، وهكذا الى ما لا نهاية، من دون الايقاع بهما أبدا.
أجواء العاصمة اللبنانية تميزت بالدهشة، حيث السؤال: وماذا عن كل الدلائل التي ساقها الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي، حين أعلن بعد 48 ساعة فقط اسم القاتل وصفته وجنسيته وعمره، واسم المحرض وكم دفع للقاتل (مليونا دولار) لكي ينفذ جريمته.
غريب أمر هذه الجريمة التي سلمت كامل مفاتيحها الى القضاء المصري، ومع ذلك لا جدوى من الاثباتات الدامغة لأن فريق الدفاع عن هشام ومحسن قدم 32 سببا لكي يقبل بالطعن بما ينقض حكم الاعدام السابق.
وبانتظار ردة فعل من سلطات دبي على التطور الجديد في القضية، طرحت أوساط اعلامية وفنية ونقابية وقانونية تساؤلات حول عدم تحرك القضاء اللبناني لمواكبة حيثيات المحاكمة في القاهرة، عدا عن ضروة قيام النقابات الفنية بدورها في حماية الفنان اللبناني حيا ورصد أي مكروه أو سوء يتعرض له.
من هذا المنطلق، فان الذكرى الثانية لمقتل سوزان والتي تحين في الثامن والعشرين من تموز (يوليو) 2010 ستكون محطة حساسة حيث تكون المحاكمة الجديدة في أوجها على الرغم من غياب عنصر الأمان والثقة في الطريقة المعتمدة للمحاكمة.
ولأن كلا المتورطين في الجريمة اعتقلا على ذمة التحقيق بتاريخين متباعدين ولمدة عامين فانهما وبعد قبول النقض سيكونان حرين خلال أشهر وجيزة، طالما أن لا حكم على أي منهما يدفع باتجاه توقيفهما اضافيا. فمن سيصدق أن قاتلين تم أخذهما من حبل المشنقة الى الحرية... هكذا بكل بساطة.
ان ما لا يريح أيضا الشعور السائد بأن الجميع يريد الانتهاء من القضية برمتها، بأي ثمن، في وقت يؤسف لكل محاولات تبييض صفحة هشام طلعت والكلام عن تبرعاته وعطاءاته، والوظائف التي يؤمنها للطبقات المعدمة، بينما تنبري منابر اعلامية فضائية ومحلية في نقل تصريحات لوالد القاتل محسن وهو لواء متقاعد بأنه كان يعرف منذ البداية بأن ابنه بريء، وهذا ما أثبته الحكم بقبول النقض، حيث تحولت قاعة المحكمة الى ساحة احتفال بالحكم – الانتصار.
لن يفيد في كل هذا لا الـ "مستر أكس"، ولا الركعتان اللتان قيل ان هشام أداهما فور صدور قرار قبول النقض، ولا حتى التلويح بأن هناك عناصر استجدت على القضية ستقلب الأمور رأسا على عقب، لأن الأجواء المعروفة سبق وحسمت أمر قيام محسن وهشام بتنفيذ الجريمة ذبحا وتحريضا.
يجب البقاء على جهوزية، لرصد ما يجري عن كثب، ووضع كافة التطورات تحت المجهر، فالفترة المقبلة ستكون حبلى بالمماحكات.
اشتراك في أنوثة طاغيه ليصلك كل جديد المجموعة |
البريد الإلكتروني: |
زيارة هذه المجموعة |