اعتادت المخرجة المصرية إيناس الدغيدي لسنوات طويلة أن تقول كلمتها وتمضي غير عابئة بالرافضين والساخطين، حتى الملاحقات القضائية والهجوم المتواصل عبر الفضائيات، وصولاً إلى التهديد بإيذائها لم يدفعها لتغيير طريقتها الخاصة في الحياة والفن على حدّ سواء. وإنه لربما كان عنادها وإصرارها على النجاح هو المفتاح الوحيد لفهم شخصيتها والوصول إلى أسرارها المحيرة فإيناس ابنة فترة الستينات بكل زخمها وأحلامها الوردية في مجتمع مختلف منفتح على الدنيا لا تزال تحتفظ بالحلم في أعماقها محاولة تحقيقه بطريقتها الخاصة في الوقت الذي أصيب الآخرون فيه بالإحباط وفضّلوا التراجع.. وحصيلة اجتهادها الدائم كانت حتى الآن ما يقارب العشرين فيلماً هي حصيلة مشوارها الفني والفكري ورصيدها الذي صنع منها السيدة الأكثر إثارة للزوابع في السينما المصرية.
إيناس التي لا تؤمن بمبدأ السلامة أولاً وحسب قول جهينة: لا تتردد في الدندنة بأغنية العندليب الراحل عبد الحليم حافظ "يا أهلاً بالمعارك" خاضت في العام 2009 معركتين لا تقل الواحدة منهما صعوبة عن الأخرى، الأولى كانت من خلال برنامج "الجريئة" الذي فتح عليها نيراناً قادمة من عدة جبهات، أما المعركة الثانية فكانت في ملعبها الأساسي "السينما"، وتعترف إيناس أنها لم تحقق خلالها ما كانت تأمله تماماً.
بدأ حوار المجلة مع إيناس من الأجزاء الأصعب مباشرة: لماذا أفلتت منك للمرة الأولى مفاتيح النجاح السينمائي رغم خبرتك الطويلة في هذا المجال؟.. فأجابت الدغيدي: رغم خبرتي الطويلة في السينما بت عاجزة عن إرضاء الجمهور الذي أفسدت ذائقته الأفلام الرديئة التي يستهلكها منذ عشر سنوات تقريباً، وأصبحت عاجزة ربما عن فهم عدد من المتغيرات الفنية والاجتماعية في الفترة الأخيرة.
وعما إذا كان قصدها هو أن العيب في الجمهور قالت إيناس: أنا أعتقد طالما أن الفيلم لم ينجح فهناك شيء ما ينقصه فأنا لست من أنصار نظرية الفن للفن بل الفن للناس ويجب أن يصل إليهم، وقد حرصت على مشاهدة الفيلم عدة مرات مع الناس كما أقمت عرضاً خاصاً للنقاد والصحفيين لعل أحدهم يساعدني في اكتشاف نقاط الضعف في الفيلم، ووضعت يدي على بعضها ولكني لن أكشفها اليوم!.
وحول أداء بطل الفيلم مصطفى هريدي ونسب فشل الفيلم إليه قالت إيناس: مصطفى شاب موهوب وقد اخترته للبطولة بعد أن شاهدته في دور جميل في فيلم ليلة البيبي دول، ولكنه أصيب أثناء التصوير بآلام شديدة في معدته ربما تكون أثرت على أدائه.
وعن سبب اختيارها مطربة لبنانية لم تمثل من قبل لدور البطولة قالت إيناس: الشكل هو العامل الأساسي فنورا (رحال) تشبه الأميرة الراحلة ديانا، خصوصاً بعد أن قصت شعرها وواجهتني معها مشكلة واحدة هي أن ديانا كانت أطول وتغلبنا عليها بالحذاء العالي وأعتقد أنها استوعبت بسرعة تكنيك الأداء السينمائي.
وعن اعتقادها بأن الأميرة ديانا قتلت أم أن رحيلها كان حادثاً، حددت إيناس موقفها بالقول: إنها ماتت مقتولة لأن الغرب لم يتحمل فكرة زواجها من عربي مسلم.. أما عن سبب تبنيها لهذا الرأي فقالت: التقيت الفايد والد دودي صديق الليدي ديانا الذي قتل معها بعد أن أنهيت دراساتي حول الحادث وطلب مني وقتها ألا أظلم ابنه كما ظلمه الآخرون فأخبرته أن فيلمي فانتازي ولا علاقة له بتفاصيل القصة الأصلية.
وبالانتقال إلى الشاشة الصغيرة التي زارتها إيناس مذيعة للمرة الثانية.. قالت إيناس: لا أعتبر نفسي مذيعة وإنما كانت فكرة تحمس لها المسؤولون بقطاع النيل.
وحول الانتقادات التي وجهها البعض إلى الملابس التي ظهرت بها إيناس في البرنامج الذي تتولى تقديمه، قالت: قرأت هذا الكلام وضحكت.. أنا كنت أرتدي ملابس أعلم أني سأظهر بها في التلفزيون المصري وفي شهر رمضان، وتابعت أن مسؤولي القناة عرضوا عليّها بالفعل تحويل الجريئة إلى برنامج أسبوعي ثابت على الخريطة و"ما زلت أفكر في المسألة لكني لم أتخذ قراراً نهائياً في المسألة لأن الالتزام الأسبوعي يعني إعادة جدولة لبقية ارتباطاتي".
وحين سؤال محرر المجلة لها عن السبب في اختيارها الدين والجنس تحديداً هدفاً لسهامها الفكرية، قالت إيناس: سأقول لك وجهة نظري في هذا الموضوع.. أنا أرى أن وضعنا كشعب يتجاوز عدده الثمانين مليون إنسان ولا ينتج حتى احتياجاته من الطعام والشراب كارثة بكل المقاييس، وبدلاً من أن ننظر للأمام ونحاول تجاوز أزمتنا دخلنا جميعاً في شرنقة الدين وأصبحنا ننظر خلفنا لنقول لقد كنا كذا وكذا أو ندّعي تديناً زائفاً وتركيزي على نقطتي الدين والجنس هو محاولة لإزعاج بلادة المجتمع ولأقول للناس هناك أشياء أخرى وهناك أناس آخرون ينظرون للحياة نظرة مختلفة.
وحول سبب مهاجمتها الحجاب على الشاشة وهو أمر قد يستفز كثيرين، قالت إيناس: لم أهاجم الحجاب وإنما قلت "ربنا ما يكتبوش علي" ساخرة ممن تظهر في برنامج وعندما تسأل تقول "ربنا يكتبهولي".
وعن رأيها الشخصي في الحجاب قالت: الفقهاء اختلفوا حوله وهو ليس زياً شرعياً بل هو خاص بمجتمع ما قبل الإسلام.
ايناس تقول ربنا ما يكتب الحجاب عليا